في رواية عن أحد الأشخاص أنه قد كان هنالك نفرين من المسلمين واقفا على جانب من الطريق يتجاذبان أطراف الحديث عن من اشد جند الله ؟
يقول الأول : إن أشد جند الله هو الحديد لأنه يقع كل شئ وهو صلب
أما الثاني : فإنه يرى أن النار هي اشد من الحديد لأنها تذيب الحديد كما أنها تأكل كل ما تقابله
لكن الأول لم يقتنع بذلك الكلام وأخذا يتشاجران ليثبت كل منهم صحة كلامه ويسألون الناس
رأى من منهم أرجح ولكن أحدا لم يفيدهم...
وبينما هم يتشاجرون مر الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه
فقالوا له يا إمام أفصل بيننا من أشد جند الله ؟؟
فرد الإمام بدون تفكير (وهذا يدل على العلم اليقيني بهذا الموضوع والتأكد من الإجابة دليل أنها لم تأخذ تفكيرا كثيرا )
رد الإمام : أشد جند الله تسعة
الجبال الرواسي .
وأشد منها الحديد لأنه يقطعها .
وأشد منه النار لأنها تسيل الحديد.
وأشد منها الماء لأنها تطفئ النار .
وأشد منها السحاب لأنها تحمل الماء .
وأشد منها الرياح لأنها تقطع السحاب .
وأشد منها الإنسان لأنه يستتر من الرياح .
وأشد منه النوم لأنه يهزم الإنسان .
وأشدهم جميعا الهم لأنه يذهب النوم .
فأقوى جند الله هو الهم يسلطه الله على من يشاء من عباده .
أيها المسلمون* إن العبد بغير إيمان مخلوق ضعيف* وإن من ضعفه أنه إذا أصابه شر جزع* وإذا أصابه خير منع* وهو في كلتا الحالين قلق هلع إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ ٱلْمُصَلّينَ [المعارج:19-22].
إن فقدان السعادة من قلب المرء* يعني بداهةً* حلولَ القلق والاضطراب النفسي في شخصه* فتجتمع عليه السباع الأربعة* التي تهد البدن وتوهنه* فضلا عن كونها تحلق سعادته وتقصر اطمئنانه* ألا وهي الهم والحزن والأرق والسهر .
ولا أشد ـ عباد الله ـ* من وقوع الهم في حياة العبد* إذ هو جند من جنود الله ـ عز وجل ـ سلطه على من يشاء من عباده ممن كان ضعيف الصلة بالله* خوي الروح* مرتعا للمعاصي والذنوب وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [الفتح:7].
فالمفهوم إذاً ـ عباد الله ـ أن السعادة والطمأنينة عطاء من الله ورحمة* كما أن الهم والقلق والضيق غضب من الله ومحنة*