الحلقه الاولى من كتاب كنز الدعاء.. بركة الدعاء.. وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان

بسم الله الرحمن الرحيم
..........................................

أبدأ معاكم بإذن الله من كتاب كنز الدعاء لأبو الفداء محمد عزت محمد عارف
جزاه الله بكل الخير
وجعل كتابه هذا فى ميزان حسناته ان شاء الله
(الحلقة الأولى فى الدعاء.. بركة الدعاء)

قال الحنّان المنّان(قل مايعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم)

وقال عز وجل( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)

فالدعاء احبتى فى الله هدايه ورشاد, ودليل اذعان العبد لربه بإيمانه به, ومن رحمة الله بعباده أنهم اذا دعوه استجاب لهم.

قال صلى الله عليه وسلم ( ان ربكم حيىُّ كريم, يستحى من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين)

وذلك لكل عبد مخلص أواب منيب, وكل عبد مظلوم يرجو عدالة السماء, وكل عبد يرجو رحمة الله, فإن الله يعجل له بالإجابه, ويرد عنه كل ظلم, ويرحمه بقدرته لأنه على كل شىء قدير, وبالاجابه جدير, وهو لكل مظلوم نصير.

وقد يرد القضاء ببركة الدعاء.. لقوله صلى الله عليه وسلم ( لايرد القضاء الا الدعاء, ولايذيد فى العمر الا البر).

فعلى العبد الداعى ربّه أن يكون على يقين من الاستجابه, وليكثر من الدعاء, فعن معاذ رضى الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن ينفع حذر من قدر , ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل, فعليكم بالدعاء عباد الله)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ادعو الله وانتم موقنون بالاجابه, واعلمو ان الله لايستجيب دعاء من قلب غافل لاه)

وذلك يعنى ان يكون العبد داعياً ربه من اعماقه ومن قلبه بصدق, وليعلم انه لاملجأ ولامنجا من الله إلا إليه سبحانه وتعالى)

فعن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( خمس دعوات يستجاب لهن.. دعوة المظلوم حتى ينتصر, ودعوة الحاج حتى يصدر(اى يرجع), ودعوة المجاهد حتى يقعد, ودعوة المريض حتى يبرأ, ودعوة الأخ بظهر الغيب).

وعن ابى الدرداء رضى الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابه, عند رأسه ملَك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل)

وعلى من يدعو الله ان يستهلّ الدعاء ويختمه بالصلاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكيلا يحجب الدعاء.. فقد قال صلى الله عليه وسلم (كل دعاء محجوب حتى يصلى علىّ) صلى الله عليه وسلم

وليتذلل العبد ويخشع فى الدعاء ويرجو الله ويسأله مسألة المسكين الضعيف, وقد يبتلى العبد ويدعو فلا يستجاب له, إما ان يكون مطعمه حرام, ومسكنه حرام, وملبسه حرام, فأنى يستجاب له, فعليه بالتوبه والإخلاص لله اولاً, وقد يكون عبداً صالحاً يدخر الله له دعوته ليوم القيامه, ليثقل له ميزان حسناته, ويكفّر عنه سيئاته, لما رواه أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مامن مسلم يدعو بدعوه ليس فيها اثم ولاقطيعة رحم إلا اعطاه الله بها ثلاث : إما ان يعجل له دعوته, وإما ان يدخر له ثوابها, وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها, قالو.. إذن نكثر,, قال.. الله أكثر)

وروى انه اذا كان يوم القيامه, واهل الجنه يتنعمون بنعيمها, ويكون العبد الصالح فى قصوره وبين اخوانه واحبابه من الصالحين, وعليهم نضرة النعيم, ومن حوله الملائكة يطوفون, وقد نال من الحور العين وهو من السعداء, فإذا بالملائكة يأتون بالعطايا والهبات, فيقول ماهذا؟ أليس الله قد انعم علىّ وأكرمنى ؟
فيقولون .. ألست كنت تدعو الله فى الدنيا؟ هذا دعاؤك الذى كنت تدعوه, قد ادخره لك الله فى هذا النعيم العظيم.

وقال صلى الله عليه وسلم (من فتح له باب الدعاء منكم, فتحت له ابواب الرحمة) لأن الدعاء هو عبادة للرحمن عز وجل, ودليل اعتراف ورجاء وإقرار بأن الله عز وجل هو الحق, وهو بيده كل شىء, لأنه خالق كل شىء.

فعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه) لأن الذى لايسأل الله متكبر, وكأنه يأمن مكر الله, وكأنه بيده امر نفسه, وهو فى الحقيقه لايملك من أمره شيئاً.

فلله الأمر من قبل ومن بعد, وصدق الله إذ يقول (ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين)

ولله درّ القائل..
الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبنى آدم حين يسئل يغضب

ولكن الله ارحم بعبده من الام بولدها, فبركة الدعاء لايدركها الا عباد الله الأتقياء, فهو كنز لاينضب أبداً, وسلاح لايهزم.

قال تعالى ( أمّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ماتذكرون)

فعليك ياعبد الله وعليكى ياأمة الله.. أن تتضرعون بالدعاء وأنتم موقنون بالإجابه, واجعلو الدعاء سلاحكم خاصة فى هذا الزمن الجريح بغربة الإسلام.


فاللهم أعد للإسلام مجده, واقم خلافتك الراشده, وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.